“لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ”

–  أحدهم يسأل صاحبه: ألست خائفا وأنت تعطي القروش للفقراء أنّ الأزمة ستطول ؟ وأنت يمكن أنّ تحتاجها ؟، هذا زمن صعب، وما عندك بالكاد يكفيك، توقعت انه يكون الرد: “ما نقص مال من صدقة”،أو: أنفق ما في الجيب يأتيك ما في الغيب، لكن الاجابة كانت جديده ، قال بكل ثقة: “المُنفقون كـالشهداء ، “لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ”.

– استغربتُ الرد، بحثتُ فى القرآن الكريم، فوجدت أنها جاءت مرتين في حق المُنفقين،ومرة واحدة فقط فى حق الشهداء!، “الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ”، “ٱلَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمۡوَٰلَهُمۡ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ ثُمَّ لَا يُتۡبِعُونَ مَآ أَنفَقُواْ مَنّٗا وَلَآ أَذٗى لَّهُمۡ أَجۡرُهُمۡ عِندَ رَبِّهِمۡ وَلَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ”.

–  وجاءت في حق الشهداء في سورة آل عمران:”وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ، فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ”، كانت أول مره انتبه لهذا التشبيه الذي أكرم الله به المُنفقين في الآيات كـالشهداء .. “لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ” .

– أنفق؛ فستكون ممن لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، لا تخشى الفقر، وتذكر قوله تعالى : “وَأَنفِقُوا مِن مَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَىٰ أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ”،اللهم اجعلنا من الذين ينفقون في سبيله سراً وعلانية.