من سيأكل جسدك بعد موتك؟

– عجز علماءَ الجراثيمِ عن تعدادِ المليارات من جراثيم أمعائك بدقةٍ، جراثيمكَ التي خلقها اللهُ في بطنكَ هي بذرة فنائك ولكنك لا تعلم ، فهي التي ستلتهمُ جسدكَ بعد موتكَ .
– والعجيب أنّ هذه الملياراتِ من الخلايا الجرثوميةِ التي سيتضاعف عددها مليارات المرات في بقايا جسدك، إلاّ أنها تموتُ، وتتلاشى في القبرِ بعد قيامها بواجبِها .
– ولو قُدّر لي أن أبحثَ عن ما يتبقى من جسمَك بعد تحلُلهِ كاملاً ، لوجدت ما وجدهُ مختصو الطبِ الشرعي، فمنّ كانَ وزنهُ سبعون كيلوغراماً وتحلل، يتبقى منُه ما يساوي عُــلبـة من طبـــاشـيــرٍ كلسيةٍ، وأخرى من الكـبـــريــتٍ، وما يُعادلُ المسمار الصغير من الحديدِ، وحـفـنــةٍ مــــن المــلـــحِ وآثارٍ لبعضِ العناصرِ،
– هذه الجراثيم تقوم بعملها فتُحلل كل أجساد الموتى، بغض النظر عن العمر أو الجنس أو الدين أو اللون أو مكان الإقامة، الإستثناء الوحيد من سطوة هذه الجراثيم هي أجساد الأنبياء وأجساد المجاهدين؛ الذينَ حازوا كلَ مقومات الشهادةِ الشرعيةِ، وفوقَ ذلكَ اصطفاءٌ من اللهَ عز وجلَّ،
– الجراثيمَ خلق من مخلوقات الله، لا تعصي له أمراً، فرغم وجودها في أمعاء الأنبياء والشهداء كغيرهم، إلاّ أنها تتوقف بأمر الله ولا تُحلل أجسادهم، ورغم صغر الجراثيم إلاّ أنها بهذا تُظهرُ جُنديتُها وطاعتُها الحقةُ ” وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ”.