نفوسنا … آخر القلاع

– أعرف أناسًا انتصروا في معارك السجون والوقوف أمام عتاة الحكام في شتى الميادين، لكنهم انهزموا في معركتهم الأخيرة مع أنفسهم، فإذا ببعضهم عاد ألف خطوة للوراء .
– كانت المعارك بين الطاغية وجموع الشعب، ثم حولها إلى ما بين الشعب ونفسه، ثم تحولت إلى ما بين كل فصيل ونفسه، ثم أصبحت في نهاية المطاف بين كل واحد منا ونفسه .
– لما وصل موسى إلى البحر أخّر الله أمر الانشقاق؛ حتى أدركهم فرعون وجنوده لتتم آخر مراحل الاختبار، وهي اختبار المؤمن مع نفسه، قبل أن يقضي الله على فرعون وجنوده، فتزلزلت قلوب البعض وظنوا أنهم مخذولون، وقال الواثق بربه: “كَلا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ”.
– هذه المرحلة الآن التي من قسوتها يرسب المئات في اختبارها يوميا، حتى إنني من فرط ما أرى من نوعية الراسبين، ولم يكونوا كذلك سابقا أقول في اليوم ألف مرة: رب سلم سلم .
– قلت لصاحبي يومًا وقد أصاب بعض غبار اليأس أنفه: هوّن على نفسك. فالحق مضمون نصره، لكن المرعب أن ينتصر الحق؛ وليس لنا فيه نبتة، أو حجر في بنائه!!.