قم الليل إلا قليلاً

– يخاطب رب العزة نبيه محمداً ويوجهه لتحمّل أعباء الدعوة قائلاً: “قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا” أي يا محمد، مخالطة الناس بالنهار تحتاج للقرآن والصلاة بالليل!، وإذا كان هذا توجيه الله لمحمد صلى الله عليه وسلم، فكيف بمن هو دونه، ونحن جميعاً دونه ، ولعل هذا سر فتنة أقوام كانوا ملء السمع والبصر!!.

–  من يخرج إلى الناس بقلب وإيمان ضعيف كان عرضة للشبهة، ونهبا للشهوة، وضعيفا أمام الفتنة، وقد قال تعالى لنبيه صل الله عليه وسلم :”قم الليل إلا قليلا”و”إن لك في النهار سبحا طويلا”.

–  فالفارغون سريعا ما يُفتنون، والمفلسون سريعا ما ينطفئون، وإذا كان الله قد سلم قلبك لرحمته بك، فلا تأمنن أن يتركك لنفسك لتماديك في الأمر، فحافظوا على أورادكم وأذكاركم وخلواتكم، فلستم أقوى من نبيكم، فلا تتركوا قلوبكم خواء فمن هذا الخواء يأتي البلاء والوباء والغلاء وضنك العيش .